الفريق آدم هارون والنقيب شرطة مهند
الجانب الآخر من روح السودان
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفريق الركن آدم هارون ، الرجل الذي ما رأيناه يمشي إلا على الخط الوطني المستقيم .
أدرك باكرا أن الإلتزام بالقوات المسلحة هو محبة لا تنفصل مطلقا عن محبة السودان .
محبة تستوجب إنكار الذات والفناء تضحية وفداء .
جعل من شرف الجندية مصدرا وحيدا للإخلاص والوفاء لهذا البلد .
دلق ذلك المعنى في قلب ابناءه ، ومنهم مهند ، الذي التحق بكلية الشرطة حبا وكرامة لأهل السودان ، أن يكون خادمهم الأمين .
أبى أن ينعرج من خط والده مدرسة القتال والمقاتلة ، المعلم لفنوانها وآدابها .
فثبت مهند علما من أعلام معارك حرب الكرامة في محور تحرير مدينة بحري بولاية الخرطوم ، جسورا صلدا ، جاهرا بالقول :
أي خير لنا على ظهر الأرض ، والسودان يستوطنه الغزاة البغاة من عرب الشتات .
بدمه أمسك النقيب شرطة مهند مدارج العروج نورا نورا حتى فتحت له أبواب الشهادة والإستشهاد ، صدق الرؤيا !!
فحلقت الروح بعيدا عن الفانية ، ولكن بشرف الرجال والرجولة ..
ويزف – بإذن الله – إلى حلمه الآخر ، حيث أعد الله لعباده ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فاقرؤوا إن شئتم : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) .
ويقف الفريق ركن آدم هارون بذات صفاته المميزة في رباط الجأش ، والسكينة والوقار والطمأنينة ، بكلماته التي يحسبها بميزان العقل والحكمة باستمرار ، في خطه المستقيم ، يتلقى نبأ استشاهد أبنه مهند قائلا :
لله ما أعطى ولله ما أخذ .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
اللهم تقبله شهيدا في سبيلك .
هكذا قالها بيقين المؤمنين الصادقين