لم تمنعه الظروف ولا المتغيرات السياسية من أداء واجبه الوطني، فبعد أن تم فصل النيل الفاضل، رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين الأسبق والقيادي في المنظومة الشبابية للحركة الإسلامية، من وظيفته العامة عقب استلام قوى الحرية والتغيير للسلطة، اختار العودة إلى قريته بولاية الجزيرة، منكبًا على الزراعة ورعاية أسرته.
لكن عندما اندلعت الحرب، لم يتردد في ترك مزرعته وأهله، ليحمل السلاح في صفوف المقاتلين، دعمًا وإسنادًا للقوات المسلحة. واليوم، وبعد معركة تحرير أبوقوتة، ظهر النيل الفاضل أشعث أغبر، مثالًا للفداء والتجرد، يقاتل لا طمعًا في منصب أو جاه، بل دفاعًا عن الوطن والعرض، مستعدًا للعودة إلى حياته المدنية أو نيل الشهادة بشرف.
الإسلاميون لا يقاتلون من أجل سلطة زائلة، بل يهبّون نصرة للوطن، ثم ينصرفون إلى أعمالهم بكل فخر وعزة.