مدار الحدث – الثلاثاء 18 فبراير 2025م
تعرض جهاز المخابرات الوطني لحملة شرسة، جاءت كنتيجة لثورة أحدثت اضطرابات واسعة، وأدخلت البلاد في دوامة من الصراعات والانقسامات التي أثرت بشكل مباشر على الأمن القومي السوداني. هذه الأحداث قادت إلى قرارات خطيرة، أبرزها حل قوات هيئة العمليات بقرار غامض من “الفريق البرهان”، وهو قرار ساهم في إضعاف القبضة الأمنية، مما شجع مليشيا “آل دقلو الإرهابية” على تنفيذ مخططاتها العدوانية.
لم تتوقف محاولات إضعاف جهاز المخابرات عند هذا الحد، بل تبعتها قرارات إحالة للمعاش استهدفت كوادر فعالة ومؤثرة، إلى جانب حملات إعلامية مكثفة هدفت إلى تشويه صورة الجهاز واتهامه بالإرهاب والانحياز لتيارات سياسية معينة. ولكن الواقع يثبت أن جهاز المخابرات الوطني مؤسسة قومية تعمل بمهنية عالية، وأسهمت في إفشال العديد من المؤامرات الداخلية والخارجية التي كانت ستجعل السودان ساحة للفوضى والخراب.
ما كان مؤلمًا حقًا هو الصمت الشعبي حيال هذه الحملة ضد الجهاز والقوات المسلحة والشرطة، مما يعكس تغيرًا في أولويات الشارع السوداني، الذي بات أكثر انشغالًا بمصالحه الشخصية. ولكن رغم كل ذلك، استطاع جهاز المخابرات الوطني، بقيادة رجاله الأوفياء، تجاوز هذه المحنة، وأثبتت هيئة العمليات ولاءها للوطن منذ اليوم الأول لحرب الكرامة، رغم ما تعرضت له من ظلم وجحود.
اليوم، يستحق جهاز المخابرات الوطني ورجاله الاعتذار العلني من “الفريق البرهان” ومجلس السيادة وقيادة الجيش، وكذلك من الشعب السوداني الذي لم يدرك حينها خطورة القرارات التي اتُّخذت بحقهم. كما يستحق هؤلاء الأبطال التكريم اللائق، معنويًا وماديًا ووظيفيًا، مع تقديم كل الدعم لأسر الشهداء والجرحى والأسرى الذين دفعوا ثمنًا غاليًا في سبيل الوطن.
هذا لله وللتاريخ.