أثارت استضافة العاصمة الكينية نيروبي لاجتماع لقوات الدعم السريع وحلفائها السياسيين والعسكريين في 18 فبراير 2025، موجة غضب سودانية ودولية، حيث تم توقيع ميثاق لتشكيل “حكومة السلام والوحدة”، وهو ما اعتُبر انتهاكًا لالتزامات كينيا تجاه العدالة والاستقرار في السودان.
ورغم الجرائم الموثقة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، بما في ذلك الاغتصاب، والاستعباد الجنسي، ونهب الممتلكات، وتهجير المدنيين، استمرت الحكومة الكينية في إقامة علاقات مع هذه الميليشيا. وجاء الاجتماع بعد أيام فقط من دعوة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي إلى وقف أي تدخلات أجنبية تزيد من تأجيج الصراع في السودان.
وأدان الجيش السوداني هذا التحرك، معتبرًا أنه يقوض جهود السلام ويعمّق الانقسام في البلاد. كما واجه الرئيس الكيني، ويليام روتو، انتقادات داخلية وخارجية بسبب السماح بعقد هذا الاجتماع، الذي يتناقض مع المساعي الإفريقية الرامية إلى تحقيق السلام.
وفي تقرير حديث، أكدت بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة أن هناك أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب، من بينها القتل الجماعي، والتعذيب، وتدمير الممتلكات. كما فرضت الولايات المتحدة، في 7 يناير 2025، عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بسبب دوره في زعزعة استقرار السودان.
ويُنظر إلى دعم كينيا لقوات الدعم السريع على أنه انتهاك للالتزامات الدولية، مما قد يعقد جهود تحقيق السلام في السودان ومنطقة القرن الإفريقي.