محمد أبوزيد كروم يكتب: هل كل هذا بفعل المال الإماراتي فقط، أم بفعل السحر؟!
كلما تأملتُ فيما تفعله الإمارات في السودان لخدمة أسيادها الإسرائيليين، وفي سياق المشروع العالمي الهادف إلى تقسيم البلاد وتفتيتها وتدميرها، تساءلتُ: هل يستحق الأمر كل هذا الجهد من الإمارات وحكامها؟! ثم يزداد استغرابي عندما أرى أتباعها من السياسيين السودانيين ومن دول أفريقية أخرى، فأطرح على نفسي السؤال ذاته: هل كل هذا بسبب المال فقط؟! أم أن الأمر يعود إلى تفوق السياسة الإماراتية ودهائها؟! ولم أجد إجابة سوى أن أقول جازمًا: لا، بل هو السحر بعينه!
هل المال وحده قادر على إحداث كل ذلك؟ لا أظن! فماذا سيفعل المال بتشاد وهي تمضي نحو الهاوية بسبب سياساتها تجاه السودان؟! وماذا يفعل المال بإثيوبيا؟! وماذا يمكن أن يصنع لكينيا؟! كل هذه الدول ستدفع ثمن ما اقترفته بحق السودان، والثمن سيكون استقرارها ذاته، ووجود أنظمة حكمها الهشة والرخيصة!
ما الذي يدفع آبي أحمد، الذي يفترض أنه يخطط لمستقبل بلاده، إلى معاداة السودان، بل والجلوس حتى الأسبوع الماضي على رأس مؤتمر تنظمه الإمارات في بلاده، يُقال إنه لدعم الشعب السوداني، بينما حقيقته هي زعزعة الدولة السودانية؟! وما الذي يدفع الشاب المتهور محمد ديبي إلى التضحية بحكمه وأسرته وبلده في سبيل الإمارات، ودعم أعداء أهله وحكمه من الجنجويد؟! وما الذي يجعل وليم روتو يبيع مستقبل كينيا الواعد وسمعته السياسية، ليقف مدافعًا عن حميدتي وآل دقلو؟! هل كل هذا مجرد شراء للذمم بالمال، أم أن هناك ما هو أبعد من ذلك؟!
ثم، ما الذي يجعل المتمرد عبد العزيز الحلو يتحالف مع الجنجويد، الذين قتلوا أهله المساليت ودفنوهم أحياء؟! وما الذي يدفعه إلى التحالف مع من يتربصون بأهل جبال النوبة، وهو الذي يسرق لسانهم ويزعم تمثيلهم، بينما يسعى إلى فرض العلمانية في حياة السودانيين باسم النوبة، وهم منها براء؟! هل هي بضعة ملايين من دولارات الإمارات التي اشترت ظهوره المؤقت في نيروبي قبل أن يتراجع عن دعم الجنجويد؟! أم أن الأمر سحر لا مال؟!
وما الذي جاء بإبراهيم الميرغني، وزير البشير و”المتسلبط على المراغنة”، ليكون في صفوف الجنجويد، ويبعث التحايا لـ”الأشاوس” في الميدان، بينما يجلس عبد الرحيم دقلو في القاعة؟! هل فعل ذلك طمعًا في المال، أم لأنه صهر رجل الإمارات ومخرب السودان، الفاسد طه عثمان الحسين؟! أم أن هناك ما هو أبعد من ذلك؟!
وما الذي يجعل اللواء المتقاعد فضل الله برمة ناصر، وهو على مشارف التسعين من عمره، يضحي بحزب الأمة وقيادته، ويتنكر للبزة العسكرية وشرفها، ليخضع لعبد الرحيم دقلو؟! أهو المال، أم أنه حنين للعشيرة والقبيلة وتاريخه في تأسيس قوات المراحيل سيئة السمعة؟! أم أنه السحر الإماراتي؟!
هل المال الإماراتي وحده قادر على أن يشتري الدول والرجال، ويبيع الناس شرفهم ودينهم وآخرتهم ورجولتهم؟! ما الذي أصاب هؤلاء في نيروبي؟! هذه حالات تستحق الدراسة.
فاللهم إن كان هذا سحرًا، فأبطله، وفُكَّ أسر المسحورين!