صدى الوطن ….ادم أبكر عيسى
“حملة التضليل الإعلامي: استهداف دكتور جبريل إبراهيم وحركة العدل والمساواة”
تتزايد في الآونة الأخيرة المعلومات المضللة التي تُستخدم كأداة للتلاعب بالرأي العام، حيث تتنكر هذه المعلومات في ثوب الحقيقة الخادع. وفي حين أن التعرف على المعلومات المضللة ليس بالأمر السهل، فإنها غالبًا ما تُستمد من خيال مُطلق أو تُقتطع عمدًا من سياقها الأصلي، مما يؤدي إلى تشكيل انطباعات خاطئة لدى المتلقين. وعلاوة على ذلك، قد تشمل هذه المعلومات تزييف الصور والفيديوهات عبر تقنيات متقدمة مثل التزييف العميق.
تسعى المعلومات المضللة إلى تشويه الواقع، سواء من خلال تقديم أرقام مضللة أو اقتباسات خارج السياق، أو من خلال تقديم وجهات نظر مجموعة صغيرة على أنها تمثل رأي الأغلبية. كما أن هناك محاولات للتلاعب بمدى وصول المعلومات، مما يزيد من صعوبة التفريق بين الحقيقة والخيال.
في هذا السياق، لوحظ مؤخرًا وجود حملات موجهة من التضليل الإعلامي تستهدف شخصيات بارزة مثل وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، دكتور جبريل إبراهيم محمد، بالإضافة إلى حركة العدل والمساواة السودانية. هذه الحملات تُشَنّ من قِبَل إعلاميين وكتّاب ونشطاء، بعضهم ينتمي إلى مجموعات ذات أجندات خاصة. وتستغل هذه المجموعات مصالحها السابقة، حيث كانوا يتمتعون بنعمة السلطة والثروة، ولكن بعد فقدانهم لهذه الامتيازات، يسعون إلى ترويج نظريات مؤامرة تهدف إلى إحداث الفوضى.
تشكل هذه المعلومات المضللة خطرًا كبيرًا على الوطن وعلى معركة الكرامة التي تقودها قواتنا المسلحة والمشتركة. إن الهدف من هذه الحملات هو إحداث الضرر بقيادات حركة العدل والمساواة، متمثلة في شخصية دكتور جبريل، والسعي لإشعال الصراعات القائمة وزعزعة الثقة في مؤسسات الدولة. كما تهدف هذه الحملات إلى تأجيج الغضب واستثارة المشاعر السلبية بين أفراد المجتمع.
تقف وراء هذه الحملة قوى تسعى لخلق رواية مضللة تخدم أجندات معينة. ولا شك أن الصحافة تختلف عن باقي المهن الأخرى كونها رسالة قبل أن تكون مهنة. دور الصحافة لا يتوقف عند مجرد أداء وظيفة اجتماعية أو ممارسة هواية تثقيفية، بل يمتد ليكون له تأثير عميق في تشكيل الوعي والمساهمة في بناء المجتمع ونهضته.
للأسف، هناك صحافيون يكتبون بناءً على مصالحهم الشخصية ويقدمون المصلحة الذاتية على المصلحة العامة. فبدلاً من دعم الشخصيات التي حققت نجاحات حقيقية، يركز هؤلاء على تشويه سمعة من لم يدفع لهم كما دفع الآخرون. في ظل الوضع الراهن، يسطر أبطال القوات المسلحة والمشتركة والمجاهدون والمقاومة الشعبية ملاحم بطولية في استعادة أجزاء واسعة من الوطن.
إن هؤلاء الذين يسعون للإساءة إلى الذين يقفون وراء النجاح يمكنهم بسهولة دعم الأفراد غير الأكفاء حالما يُدفع لهم أكثر، مما يعكس انعدام القيم والأخلاق لديهم. إن الجيوب تأتي قبل الأخلاق والوطن بالنسبة لهم، وهذا ما يجعلهم أدوات في يد القوى التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد.
يجب على المجتمع أن يكون واعيًا لهذه الحملات المضللة وأن يسعى للتمييز بين الحقائق والأكاذيب. فالتضليل الإعلامي لا يضر فقط بالشخصيات المستهدفة بل يهدد أيضًا وحدة الوطن واستقراره.