أواب.. الطفل الذي كبر بين الرصاص وأصبح ابنًا للجنود
في عيون هذا الطفل الصغير تختبئ قصة بحجم الحرب، حكاية بدأ فصلها الأول وهو لا يزال في الرابعة من عمره، عندما انقلبت الدنيا من حوله، فوجد نفسه وحيدًا وسط الخراب والنيران.
كان أواب يسكن مع والدته بالقرب من قسم الصافية، قبل أن ينتقلا إلى المنطقة الصناعية. لم تدم الطمأنينة طويلاً، فمع اندلاع الحرب فقد والديه، ليجد نفسه وحيدًا في منطقة ملتهبة قرب موقف شندي القديم.
عُثر عليه تائهًا وسط الركام والحديد، بلا راعٍ أو كفيل، حتى وقعت عليه أعين قوات الجيش، التي لم تتركه يواجه مصيره وحده. احتضنوه كما لو كان أحد أبنائهم، عاش بينهم أيام الخوف والصبر، أكل مما يأكلون، ونام حيث ينامون، حتى صار واحدًا منهم. أصيب بشظايا، لكنه قاومها بروح طفل لم يعرف الانهزام.
اليوم، أواب ذو الستة أعوام، لا يعرف أين أهله، لكنه يعرف شيئًا واحدًا: أنه قوي، وأنه يريد أن يصبح جنديًا في المستقبل، ليحمي غيره كما حماه جنود الوطن.
لا يزال الأمل قائماً في أن يجد أقاربه، ليعيش حياته كما ينبغي لطفل، في أمن واستقرار، وينال حقه في التعليم والمستقبل الذي يستحقه.